كتب أميخاي شتاين وفريق جيروزاليم بوست أنّ قطر أعلنت وقف جهود الوساطة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس عقب غارة جوية إسرائيلية أصابت أراضيها، الأمر الذي أثار قلقاً كبيراً بشأن مصير الرهائن المحتجزين في غزة. وأكدت الدوحة أنّ الاعتداء الأخير وضع جهودها في موضع تهديد مباشر، ما جعل استمرارها في الوساطة مستحيلاً في الوقت الراهن.

وأفادت جيروزاليم بوست أنّ منتدى عائلات الرهائن والمفقودين حذر قائلاً: "خوف بالغ يخيّم الآن على الثمن الذي قد يدفعه الرهائن"، في إشارة إلى تزايد المخاطر على حياة المحتجزين بعد توقف القناة القطرية التي لعبت دوراً أساسياً في المفاوضات منذ اندلاع الحرب.

وأشار التقرير إلى أنّ قطر لعبت منذ سنوات دور الوسيط المركزي بين إسرائيل وحماس، سواء في قضايا تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار، مستفيدة من علاقتها مع الحركة الفلسطينية وعلاقاتها الرسمية مع واشنطن. غير أنّ الغارة الأخيرة دفعت السلطات القطرية إلى إعادة تقييم دورها، إذ ترى أنّ استهداف أرضها يشكل تجاوزاً غير مقبول.

وتحدث محللون عن أنّ انسحاب قطر من ملف الوساطة يضعف احتمالات أي انفراجة قريبة، خصوصاً أنّ البدائل محدودة، وأنّ دولاً أخرى مثل مصر والولايات المتحدة تواجه تحديات معقدة في محاولات التوصل إلى تهدئة.

وأوضح المقال أنّ مصر بذلت جهداً متواصلاً خلال الأسابيع الأخيرة لإحياء المحادثات، إلا أنّها اصطدمت بتشدد مواقف الجانبين، فيما حاولت الولايات المتحدة عبر مبعوثيها الضغط على إسرائيل وحماس، لكن غياب الدور القطري الذي وفّر قناة اتصال مباشرة مع قيادة الحركة يزيد من صعوبة المهمة.

وأضاف التقرير أنّ الأزمة ستتفاقم مع استمرار العمليات العسكرية في غزة، حيث تواصل إسرائيل ضرب أهداف تزعم أنها تابعة لحماس، بينما تتحدث منظمات حقوقية عن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين. في المقابل تصر إسرائيل على أنّ تحرير الرهائن يمثل أولوية قصوى، لكنها تواجه ضغوطاً داخلية متزايدة من عائلاتهم التي تطالب بإنجاز اتفاق سريع قبل فوات الأوان.

ويشير محللون إلى أنّ فقدان قناة الوساطة القطرية يترك فراغاً خطيراً، إذ كانت الدوحة توازن بين المصالح المختلفة وتوفر منصة محمية للتفاوض. غيابها يهدد بانسداد كامل في الأفق السياسي، ما يضاعف من المخاطر الإنسانية في غزة ويرفع احتمالات التصعيد العسكري.

واختتمت جيروزاليم بوست بالإشارة إلى أنّ الموقف القطري يمثل رسالة واضحة لإسرائيل حول حدود الصبر الخليجي على تداعيات الحرب، كما يعكس رغبة الدوحة في حماية سيادتها وهيبتها الإقليمية. وفي ظل غياب بديل فاعل، يبقى ملف الرهائن في مهب المجهول، بينما يستمر النزاع في فرض كلفته الباهظة على المدنيين في غزة وإسرائيل على حد سواء.

https://www.jpost.com/middle-east/article-866911